الفرق بين زبدة الشيا الصفراء والبيضاء

الفرق بين زبدة الشيا الصفراء والبيضاء

زبدة الشيا هي أحد المنتجات الطبيعية التي استخدمها البشر منذ آلاف السنين في العناية بالبشرة والشعر. وتعتبر زبدة الشيا من المكونات الأساسية في العديد من مستحضرات التجميل بفضل خصائصها الرائعة في الترطيب والتغذية. يأتي هذا المنتج الطبيعي في نوعين رئيسيين: زبدة الشيا الصفراء و زبدة الشيا البيضاء. كلا النوعين يمتلكان فوائد صحية وجمالية مشابهة، إلا أن هناك بعض الفروق المهمة بينهما تتعلق بمراحل التحضير والمكونات.

في هذا المقال، سنتعرف على الفروق الجوهرية بين زبدة الشيا الصفراء والبيضاء، وكيفية تأثير هذه الفروق على استخدام كل منهما وفوائدهما.

1. زبدة الشيا الصفراء:

زبدة الشيا الصفراء هي النوع الأصلي من زبدة الشيا التي يتم الحصول عليها من شجرة الشيا، ويعود أصلها إلى غرب إفريقيا حيث تُجمع بذور شجرة الشيا من الأشجار المحلية في تلك المناطق. يتم استخراج الزبدة عن طريق طحن بذور الشيا ثم معالجة هذه البذور باستخدام طريقة تقليدية تشمل التصفية والتكرير جزئيًا.

كيفية التحضير:

• التكرير الجزئي: زبدة الشيا الصفراء تتعرض لعملية تكرير جزئي تشمل إزالة الشوائب والمواد السامة. لكن هذه العملية لا تتضمن إزالة جميع المكونات المفيدة مثل الدهون الطبيعية، والفيتامينات، والمواد المضادة للأكسدة.

• اللون والمذاق: خلال عملية التكرير الجزئي، يمكن أن تظهر بعض الألوان الصفراء الفاتحة بسبب وجود بعض المواد الطبيعية، مثل الصمغ، الذي يُعطيها هذه الصبغة المميزة.

الفوائد:

• ترطيب البشرة: زبدة الشيا الصفراء غنية بالأحماض الدهنية الأساسية التي تعزز الترطيب العميق للبشرة، مما يجعلها مثالية للأشخاص ذوي البشرة الجافة. يساعد هذا الترطيب في تجديد خلايا الجلد وتخفيف جفاف البشرة، خاصةً في فصول الشتاء الباردة.

• التئام الجروح: تحتوي زبدة الشيا الصفراء على خصائص مضادة للالتهابات تساعد في تهدئة التهيج والاحمرار، ما يجعلها مفيدة لعلاج الحروق الطفيفة والجروح الصغيرة.

• العناية بالبشرة الحساسة: تعد زبدة الشيا الصفراء خيارًا مثاليًا للبشرة الحساسة، حيث تحتوي على مكونات تهدئ البشرة وتقلل من الالتهابات.

2. زبدة الشيا البيضاء:

زبدة الشيا البيضاء هي نسخة أكثر تكريرًا ونقاءً من زبدة الشيا الصفراء. يتم إنتاجها من خلال عمليات تكرير متقدمة تهدف إلى إزالة الألوان والروائح العطرية، مما يجعلها أكثر نقاءً من زبدة الشيا الصفراء. هذه العمليات تزيل المواد الزائدة مثل الصمغ والمكونات الأخرى التي قد تتسبب في تغييرات في اللون أو الرائحة.

كيفية التحضير:

• التكرير الكامل: زبدة الشيا البيضاء تُخضع لعملية تكرير شاملة تشمل إزالة الشوائب والمواد الطبيعية التي قد تؤثر على اللون والرائحة. ونتيجة لذلك، تتمتع زبدة الشيا البيضاء بلون أبيض نقي ورائحة محايدة أو خفيفة جدًا.

• النقاء: هذه العملية تجعل زبدة الشيا البيضاء خالية من أي عوالق أو شوائب، مما يعزز نقاء المكونات المستخدمة في تركيبها.

الفوائد:

• ترطيب الجلد: على الرغم من إزالة بعض المكونات المفيدة خلال عملية التكرير، إلا أن زبدة الشيا البيضاء لا تزال تمتلك خصائص رائعة في ترطيب البشرة وحمايتها من الجفاف. فهي غنية بالأحماض الدهنية مثل حمض الأوليك وحمض اللينوليك، مما يعزز مرونة البشرة ويحسن من مظهرها العام.

• الاستخدام في مستحضرات التجميل: بسبب نقائها، تُعتبر زبدة الشيا البيضاء خيارًا مثاليًا في صناعة مستحضرات التجميل، خاصة في الكريمات والمراهم التي تتطلب موادًا نقية وغير معطرة.

• العناية بالبشرة الدهنية: تُعد زبدة الشيا البيضاء مناسبة للأشخاص ذوي البشرة الدهنية أو المعرضة لحب الشباب، حيث يمكن استخدامها لترطيب البشرة دون التسبب في انسداد المسام.

3. الفروق الرئيسية بين زبدة الشيا الصفراء والبيضاء:

التحضير والتكرير:

• زبدة الشيا الصفراء تُحضر باستخدام عملية تكرير جزئية تُحافظ على بعض المكونات الطبيعية من بذور الشيا مثل الصمغ والمواد العطرية. بينما زبدة الشيا البيضاء يتم تكريرها بالكامل، مما يجعلها أنقى وأخف من حيث اللون والرائحة.

• اللون: زبدة الشيا الصفراء تتميز بلون أصفر فاتح ناتج عن وجود الصمغ وبعض المواد الطبيعية، بينما زبدة الشيا البيضاء تكون بيضاء نقية.

الخصائص الطبيعية:

• زبدة الشيا الصفراء تحتوي على بعض المواد الطبيعية مثل الصمغ والعطور، مما يمنحها خصائص مضادة للبكتيريا، بالإضافة إلى تأثيرها المهدئ للبشرة. أما زبدة الشيا البيضاء فهي أكثر نقاءً وهدوءًا، ما يجعلها مناسبة للأشخاص الذين لا يحبون الروائح القوية.

• محتوى الفيتامينات: زبدة الشيا الصفراء تحتوي على مستويات أعلى من الفيتامينات A وE والمواد المضادة للأكسدة مقارنة بالزبدة البيضاء بسبب عملية التكرير الأقل التي تمر بها.

الاستخدامات:

• زبدة الشيا الصفراء مناسبة للاستخدام على الجلد الجاف والمناطق المتضررة مثل الحروق أو التهيجات. كما أنها تستخدم في تصنيع منتجات العناية بالبشرة التي تتطلب خصائص مضادة للبكتيريا.

• زبدة الشيا البيضاء تستخدم بشكل رئيسي في صناعة مستحضرات التجميل التي تتطلب مكونات نقية وخالية من الروائح أو الألوان الظاهرة، مثل الكريمات والمراهم التي تُستخدم للبشرة الحساسة أو البشرة الدهنية.

4. زبدة الشيا في العناية بالشعر:

كلا النوعين من زبدة الشيا، الصفراء والبيضاء، يُعتبران مثاليين للعناية بالشعر، لكن هناك بعض الاختلافات التي قد تجعلك تفضل نوعًا على الآخر حسب احتياجاتك:

• زبدة الشيا الصفراء تُساعد على تغذية الشعر الجاف والمتقصف، وتُستخدم لترطيب فروة الرأس. كما أنها مثالية للأشخاص الذين يعانون من قشرة الرأس أو التهيج في فروة الرأس.

• زبدة الشيا البيضاء تقدم ترطيبًا دون أن تترك أي أثر دهني، ما يجعلها الخيار الأفضل للأشخاص ذوي الشعر الدهني أو الشعر المعالج كيميائيًا.

5. اختيار النوع المناسب:

عند اختيار نوع زبدة الشيا المناسب، يعتمد الأمر على عدة عوامل مثل نوع البشرة، واحتياجات الشعر، والتفضيلات الشخصية من حيث الرائحة واللون. زبدة الشيا الصفراء قد تكون الخيار الأنسب لأولئك الذين يبحثون عن منتج طبيعي يحتوي على مكونات إضافية مثل مضادات الالتهابات والعناصر المغذية. أما زبدة الشيا البيضاء فهي الأنسب للأشخاص الذين يفضلون منتجًا نقيًا وخاليًا من العطور الطبيعية مع فوائد ترطيبية مشابهة.

6. خاتمة:

في النهاية، زبدة الشيا، سواء كانت صفراء أو بيضاء، تعد منتجًا طبيعيًا ذو فوائد مذهلة للبشرة والشعر. يتميز كل نوع بخصائصه الفريدة التي تجعله مناسبًا لاحتياجات مختلفة. تُعتبر زبدة الشيا الصفراء خيارًا ممتازًا للبشرة الجافة والمتهيجة، بينما توفر زبدة الشيا البيضاء خيارًا مثاليًا لأولئك الذين يفضلون استخدام منتج أكثر نقاءً وخاليًا من الروائح أو الألوان.